السبت 20 ديسمبر 2025 09:09 مـ 29 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

القوة التي لا تُرى.. الثقافة السعودية كأداة تأثير عالمي

السبت 20 ديسمبر 2025 12:08 مـ 29 جمادى آخر 1447 هـ
السعودية
السعودية

في عالم تتغير فيه أدوات النفوذ بسرعة، لم تعد القوة تُقاس فقط بحجم الجيوش أو قوة الاقتصاد، بل أصبحت القدرة على التأثير في العقول وصناعة الصورة الذهنية عاملًا حاسمًا في مكانة الدول.

وفي هذا السياق، أعادت السعودية صياغة حضورها الدولي عبر استراتيجية متكاملة للقوة الناعمة، تقوم على الثقافة، والفنون، والرياضة، بوصفها مسارات طويلة الأمد لبناء نفوذ مستدام يتجاوز حدود السياسة التقليدية.

القوة الناعمة كخيار استراتيجي

تعاملت السعودية مع القوة الناعمة باعتبارها مشروعًا مؤسسيًا لا نشاطًا ظرفيًا، حيث استثمرت في البنية التحتية الثقافية والفنية، وربطتها برؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ النفوذ الثقافي على المدى الطويل.

هذا التوجه أسهم في بناء صورة دولية جديدة تعكس التنوع الثقافي والانفتاح، وتمنح المملكة أدوات تأثير تتكامل مع قوتها الاقتصادية والسياسية.

منصات ثقافية لتعزيز الحضور العالمي

شكّلت المراكز الثقافية والمتاحف والمعارض الفنية منصات رئيسية لتوسيع نطاق التأثير السعودي خارجيًا. فمن خلال استضافة المعارض الدولية، وتنظيم البرامج المشتركة، وإطلاق مبادرات التبادل الأكاديمي والفني، تحولت هذه المرافق إلى جسور تواصل بين السعودية والعالم، وأسهمت في بناء رصيد دبلوماسي ناعم قائم على التفاعل الإنساني والثقافي.

دبلوماسية ثقافية عابرة للحدود

عززت المملكة شراكاتها مع متاحف عالمية، ومهرجانات سينمائية، ومؤسسات تعليمية دولية، بما أتاح تبادل الخبرات وإنتاج محتوى ثقافي يعكس المجتمع السعودي بصورة أكثر توازنًا وعمقًا. وأسهم هذا الحراك في تصحيح الصور النمطية، وفتح مساحات جديدة للحوار الثقافي مع مختلف الشعوب.

الرياضة بوصفها أداة نفوذ جماهيري

برزت الرياضة كأحد أكثر أدوات القوة الناعمة تأثيرًا، حيث استضافت السعودية بطولات عالمية في كرة القدم، ورياضات المحركات، والملاكمة، والفنون القتالية. هذا الحضور الرياضي لم يمنح المملكة اهتمامًا إعلاميًا واسعًا فحسب، بل خلق ارتباطًا عاطفيًا مع جماهير عالمية، يصعب تحقيقه عبر القنوات الدبلوماسية التقليدية.

من الجاذبية الثقافية إلى الدور الدبلوماسي

انعكست هذه التحولات على الدور الدبلوماسي السعودي، إذ باتت المملكة تُنظر إليها بوصفها منصة موثوقة للحوار والوساطة الإقليمية والدولية. ومع تزايد رصيدها الثقافي والرياضي، نجحت السعودية في تحويل الجاذبية الناعمة إلى رأسمال دبلوماسي فعلي، يعزز قدرتها على التأثير والمبادرة في القضايا الإقليمية والدولية.

موضوعات متعلقة