الأربعاء 10 ديسمبر 2025 06:03 مـ 19 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الفيدرالي الأمريكي على مفترق طرق.. قرار الفائدة الأخير لعام 2025 يترقب العالم

الأربعاء 10 ديسمبر 2025 02:02 مـ 19 جمادى آخر 1447 هـ
مجلس الاحتياطي الفيدرالي
مجلس الاحتياطي الفيدرالي

يترقب المستثمرون والأسواق حول العالم القرار الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025، والذي سيحدد بدرجة كبيرة ملامح السياسة النقدية في العام الجديد، في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي وتضارب الإشارات بين التضخم وسوق العمل.

اجتماع حاسم وسط ترجيحات قوية لخفض الفائدة

يعقد صناع السياسة النقدية اجتماعهم اليوم الأربعاء لاتخاذ قرار بشأن الاستمرار في خفض أسعار الفائدة أو تعليق دورة التيسير النقدي مؤقتاً.

وبحسب أداة CME FedWatch، تبلغ احتمالات خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية نحو 90%، ما يعكس توقعات قوية في الأسواق باتجاه التيسير، وإن لم يكن القرار محسوماً بشكل كامل.

الإغلاق الحكومي يعقّد مهمة الفيدرالي

يأتي الاجتماع الأخير للجنة السوق المفتوحة لعام 2025 بعد إغلاق حكومي قياسي، أدى إلى تعطيل صدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة، وعلى رأسها بيانات البطالة والتضخم.

وحتى بعد عودة الحكومة إلى العمل، لا تزال بعض الوكالات الفيدرالية، مثل مكتب إحصاءات العمل، تؤجل أو تلغي نشر تقاريرها، ما يحرم الفيدرالي من صورة مكتملة عن أوضاع الاقتصاد.

بيانات ناقصة وغموض يحيط بالتضخم وسوق العمل

قالت إليزابيث رينتر، كبيرة الاقتصاديين في موقع NerdWallet، إن المخاطر ما زالت قائمة سواء على مستوى سوق العمل أو التضخم، رغم أن الوضع الحالي لا يبعث على القلق الشديد، لكن الغموض لا يزال مهيمناً على المشهد.

ويفتقر الفيدرالي حالياً إلى بعض البيانات الأساسية، إذ لم تُنشر في موعدها تقارير مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر، ولا بيانات البطالة لشهر أكتوبر، كما تأخر تقرير الوظائف لشهر نوفمبر، ما يقلص قدرة صناع القرار على تقييم الوضع بدقة.

بيانات اللحظات الأخيرة قد تحسم القرار

تشير التقديرات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر للاعتماد على عدد محدود من التقارير التي تصدر قبيل الاجتماع مباشرة، ومنها بيانات مسح فرص العمل ودوران العمالة ومؤشر تكلفة التوظيف المقرر صدورهما في 9 و10 ديسمبر.

صورة غير مكتملة لسوق العمل

أظهر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، الصادر في 20 نوفمبر، أن الاقتصاد الأمريكي أضاف وظائف بأكثر من المتوقع، مع ارتفاع معدل البطالة نتيجة زيادة المشاركة في القوى العاملة.

ويرى كوري ستال، الخبير الاقتصادي في مختبر التوظيف التابع لشركة Indeed، أن هذه الأرقام لا تعني بالضرورة تعافي سوق العمل بشكل كامل، مؤكداً أن الولايات المتحدة تشهد واحدة من أضعف بدايات الأعوام منذ 2010 بعد استبعاد فترة الجائحة.

باول: أوضاع التوظيف لم تتغير كثيراً

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في آخر مؤتمر صحفي للجنة السوق المفتوحة، إن أوضاع سوق العمل لم تشهد تغيراً جوهرياً بين اجتماعي سبتمبر وأكتوبر، ما يعكس استمرار حالة التباطؤ النسبي دون تدهور حاد.

خبراء: الخفض مرجح… لكن التريث وارد

توقعت كلوديا ساهام، كبيرة الاقتصاديين في شركة New Century Advisors، أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض جديد للفائدة، لكنها أكدت أن خيار التريث يظل مطروحاً في ظل غياب تقدم ملموس في كبح التضخم هذا العام.

وأضافت أن الفيدرالي قد يفضل الانتظار بعد أي خفض جديد لمراقبة أثر قراراته السابقة، خاصة أن التضخم لا يزال يحتاج وقتاً أطول للانحسار.

انقسام داخل الفيدرالي بشأن وتيرة التخفيض

رغم التوجه العام نحو التيسير، تُظهر محاضر الاجتماعات الأخيرة وجود تباين في الآراء داخل لجنة السوق المفتوحة، إذ يفضل بعض الأعضاء تخفيضات أكبر وأكثر تسارعاً لأسعار الفائدة، مقابل نهج أكثر تحفظاً لدى آخرين.

تغييرات مرتقبة في قيادة السياسة النقدية

من المتوقع أن تدخل السياسة النقدية مرحلة جديدة في عام 2026، مع اقتراب انتهاء ولاية جيروم باول في مايو.

ويرجح أن يرشح الرئيس دونالد ترامب رئيساً جديداً للاحتياطي الفيدرالي في يناير، في ظل توجهه المعروف بدعم خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يعيد رسم مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال السنوات المقبلة.