النفط يواصل التراجع للجلسة الرابعة وسط مخاوف وفرة المعروض
واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025، مسجلة خسائر للجلسة الرابعة على التوالي، في ظل تنامي مؤشرات زيادة المعروض في الأسواق العالمية، إلى جانب تطورات جيوسياسية عززت الضغوط على الأسعار.
وجاء هذا الهبوط مع تصاعد التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أعاد إلى الواجهة احتمالات تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية، الأمر الذي قد يضيف إمدادات جديدة إلى سوق يعاني بالفعل من وفرة في المعروض.
وفي هذا السياق، عرضت الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا على غرار تلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي، بالتزامن مع إحراز تقدم ملحوظ في محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الإثنين 15 ديسمبر/كانون الأول على انخفاض بنحو 1%، لتواصل مسار الخسائر الذي بدأ منذ الأسبوع الماضي، مدفوعة بالمخاوف نفسها المرتبطة بزيادة الإمدادات وضعف آفاق الطلب.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:23 صباحًا بتوقيت جرينتش (09:23 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم فبراير 2026، بنسبة 0.66% لتسجل 60.16 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت ذاته، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير 2026، بنسبة 0.72% لتصل إلى 56.41 دولارًا للبرميل، وفق بيانات تتابعها منصة الطاقة المتخصصة.
وسجل الخامان القياسيان خلال الجلسة السابقة خسائر بلغت 0.91% لبرنت و1.08% لغرب تكساس الوسيط، مع ترقب الأسواق لأي تطورات جديدة في المباحثات الروسية الأوكرانية قد تؤثر في تدفقات النفط العالمية.
قراءة في تحركات السوق
قال محللو بنك إيه إن زد (ANZ) إن أسعار النفط تراجعت مع إعادة تقييم الأسواق لمؤشرات التفاؤل المرتبطة بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف. وأضافوا أن هذه التطورات أثارت مخاوف من رفع العقوبات الأميركية المفروضة مؤخرًا على شركات النفط الروسية، ما قد يزيد من تخمة المعروض في السوق.
وفي أوروبا، أشار مفاوضون إلى تحقيق تقدم في المحادثات الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهي خطوة وُصفت بغير المسبوقة، وأسهمت في تعزيز التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق، رغم بقاء الخلافات بشأن التنازلات الإقليمية دون حل.
من جهة أخرى، لفت محلل الأسواق في شركة آي جي (IG)، توني سيكامور، إلى أن البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين زادت من القلق حيال قوة الطلب العالمي، مشيرًا إلى أن نمو العرض قد يتجاوز قدرة السوق على الاستيعاب.
وأظهرت بيانات رسمية تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي الصيني إلى أدنى مستوى له في 15 شهرًا، إلى جانب تسجيل مبيعات التجزئة أضعف وتيرة نمو منذ ديسمبر 2022، خلال ذروة جائحة كوفيد-19، ما أثار مخاوف من تعثر استراتيجية بكين القائمة على دعم النمو عبر الصادرات في ظل ضعف الطلب المحلي.
ويُتوقع أن يفاقم تباطؤ الاقتصاد الصيني الضغوط على الطلب العالمي على النفط، لا سيما أن الصين تُعد أكبر مستورد للخام في العالم، في وقت يسهم فيه التوسع في استخدام السيارات الكهربائية في تقليص استهلاك الوقود التقليدي.
وفي المقابل، حدّت وفرة المخزونات العائمة والزيادة الكبيرة في مشتريات الصين من النفط الفنزويلي، تحسبًا لتشديد العقوبات، من تأثير المخاوف المتعلقة بالإمدادات، رغم قيام الولايات المتحدة بالاستيلاء على ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية الأسبوع الماضي، بحسب ما أفاد به متعاملون ومحللون في السوق.
