ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية ومخاوف اضطراب الإمدادات
سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الإثنين 15 ديسمبر/كانون الأول 2025، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي تكبدتها خلال الأسبوع الماضي، وذلك في ظل تنامي المخاوف المرتبطة باضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية.
وطغت تداعيات تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا على المخاوف المتعلقة بفائض المعروض، إضافة إلى تأثير احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. وجاء هذا الارتفاع بعد تراجع حاد في صادرات النفط الفنزويلية، عقب قيام الولايات المتحدة بالاستيلاء على ناقلة نفط وفرض عقوبات جديدة على شركات الشحن والسفن التي تتعامل مع قطاع النفط الفنزويلي.
وكانت أسعار النفط قد أنهت جلسة الجمعة 12 ديسمبر/كانون الأول على انخفاض، مواصلة سلسلة الخسائر التي بدأت في الجلسات السابقة.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:27 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:27 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، تسليم فبراير/شباط 2026، بنسبة 0.52% لتسجل 61.44 دولارًا للبرميل. وفي الوقت نفسه، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2026، بنسبة مماثلة بلغت 0.52%، لتصل إلى 57.74 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم هذا الارتفاع، كان الخامان القياسيان قد سجلا خسائر أسبوعية بلغت 4.1% لخام برنت و4.4% لخام غرب تكساس الوسيط، متأثرين بتوقعات تشير إلى فائض في الإمدادات خلال عام 2026.
تحليل وتوقعات السوق
قال كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث إن إل آي، تسويوشي أوينو، إن محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ما زالت تتأرجح بين التفاؤل والحذر، في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وهو ما يثير مخاوف الأسواق من اضطرابات محتملة في إمدادات النفط.
وأضاف أن غياب اتجاه واضح للأسواق يبقي المخاوف المتعلقة بفائض المعروض قائمة، مشيرًا إلى أنه في حال عدم تصاعد المخاطر الجيوسياسية بشكل ملحوظ، قد يتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 55 دولارًا للبرميل في مطلع العام المقبل.
وتتابع الأسواق عن كثب تطورات الأوضاع في فنزويلا، خاصة مع خطط الولايات المتحدة لاعتراض المزيد من السفن المحملة بالنفط الفنزويلي، عقب احتجاز ناقلة نفط الأسبوع الماضي، ما يزيد الضغوط السياسية والاقتصادية على الرئيس نيكولاس مادورو.
في المقابل، لا تزال التوقعات المتعلقة بفائض المعروض تضغط على أسعار الخام، إذ أفاد قسم أبحاث السلع في بنك جيه بي مورغان بأن فوائض النفط المتوقعة في عام 2025 مرشحة للامتداد إلى عامي 2026 و2027، مع توقع أن يتجاوز نمو العرض العالمي للنفط معدل نمو الطلب بنحو ثلاثة أضعاف حتى عام 2026.
تطورات جيوسياسية مؤثرة
على الصعيد السياسي، عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخلي عن مساعي بلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال محادثات استمرت خمس ساعات مع مبعوثين أميركيين في برلين يوم الأحد، على أن تُستأنف المفاوضات اليوم الإثنين. وأكد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إحراز “تقدم كبير”، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني يوم الجمعة تنفيذ هجوم استهدف مصفاة نفط روسية رئيسة في مدينة ياروسلافل شمال شرق موسكو، فيما أفادت مصادر في القطاع بأن المنشأة أوقفت الإنتاج.
وأظهرت حسابات أن إيرادات الحكومة الروسية من النفط والغاز مرشحة للانخفاض بنحو 50% خلال ديسمبر/كانون الأول مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 410 مليارات روبل، نتيجة تراجع أسعار الخام وارتفاع قيمة الروبل.
ويرى مراقبون أن أي اتفاق سلام محتمل قد يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة إمدادات النفط الروسية، التي تخضع حاليًا لعقوبات غربية.
العرض الأميركي
وعلى جانب الإمدادات الأميركية، أفادت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز بأن شركات الطاقة في الولايات المتحدة خفضت عدد منصات النفط والغاز الطبيعي العاملة خلال الأسبوع الماضي، وذلك للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، في مؤشر يعكس حذر المنتجين وسط تقلبات الأسعار.
