السوق السعودية تواصل التراجع مع تصاعد الحذر قبيل نتائج الربع الرابع
واصل مؤشر سوق الأسهم السعودية خسائره للجلسة الثالثة على التوالي، في ظل حالة من الترقب والحذر تسود أوساط المستثمرين، مدفوعة بضبابية توقعات أرباح الشركات المدرجة، واستمرار الضغوط المرتبطة بأسعار الفائدة والسيولة، ما حدّ من شهية المخاطرة وأبقى التداولات تحت ضغط بيعي واضح.
تراجع جماعي للأسهم القيادية يضغط على المؤشر
انخفض المؤشر العام للسوق السعودية “تاسي” في مستهل تعاملات اليوم الاثنين بنسبة 0.6% ليصل إلى مستوى 10532 نقطة، متأثراً بهبوط جماعي للأسهم القيادية، ولا سيما في قطاعي الطاقة والبنوك، اللذين يشكلان الوزن الأكبر في حركة المؤشر.
ويأتي هذا الأداء في وقت تتراجع فيه أسعار النفط، ما يضيف مزيداً من الضغوط على أسهم الطاقة، بالتوازي مع مخاوف تتعلق بتباطؤ نمو أرباح الشركات خلال الربع الرابع من العام.
الأجانب يشترون.. والمحليون يفضلون جني الأرباح
تشير تحركات السوق الأخيرة إلى تباين في سلوك المستثمرين، حيث سجل المستثمرون الأجانب إقبالاً ملحوظاً على الشراء، في مقابل تخارج نسبي من جانب المستثمرين الأفراد والمؤسسات المحلية.
وترى محللون أن هذا التباين يعكس اختلافاً في تقييم المخاطر، إذ يعتبر المستثمر الأجنبي أن بعض الأسهم باتت عند مستويات جاذبة، بينما يفضل المستثمر المحلي تقليص المراكز وجني الأرباح بعد موجات ارتفاع سابقة، في إطار عمليات تدوير المحافظ.
استقرار “سايبور” يحد من الأثر الإيجابي لخفض الفائدة الأميركية
أحد أبرز العوامل الضاغطة على السوق يتمثل في عدم تراجع معدل الفائدة بين البنوك السعودية “سايبور”، رغم قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي.
ويبلغ معدل “سايبور” حالياً نحو 4.9%، في حين كانت التوقعات تشير إلى إمكانية تراجعه إلى مستويات بين 4% و4.25%. هذا الاستقرار يعكس شحاً نسبياً في السيولة، ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التمويل، ويضغط على ربحية الشركات، فضلاً عن تعزيز جاذبية الأدوات الاستثمارية البديلة مقارنة بالأسهم.
نتائج الربع الرابع تحت المجهر وسط توقعات غير واضحة
تتزايد حالة الضبابية بشأن نتائج الأعمال الفصلية، خاصة لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة، في ظل بيئة تشغيلية تتسم بارتفاع تكاليف التمويل وتباطؤ الطلب في بعض القطاعات.
كما تشهد البنوك تباطؤاً في نمو الإقراض والودائع، ما يثير تساؤلات حول وتيرة النمو خلال الفترة المقبلة، رغم التراجع الأخير في أسعار الأسهم.
البنوك قد تفاجئ السوق بأرباح قياسية
في المقابل، يرى بعض المحللين أن القطاع المصرفي قد يحقق نتائج قوية خلال الربع الرابع، مستفيداً من استمرار الإقراض بأسعار مرتفعة نسبياً، وهوامش ربح لا تزال مريحة.
ويُعزى ذلك إلى شح السيولة، الذي يمنح البنوك قدرة أكبر على انتقاء العملاء وتسعير القروض، ما قد ينعكس إيجاباً على الأرباح، رغم خفض أسعار الفائدة.
“المملكة القابضة” خارج المسار الهابط
على خلاف الاتجاه العام للسوق، سجل سهم “المملكة القابضة” ارتفاعاً بنسبة 2.5% ليصل إلى 8.37 ريال، مدفوعاً بأنباء عن اقتراب إتمام صفقة استحواذ على نادي “الهلال” السعودي.
إلا أن محللين أرجعوا هذا الصعود إلى تحركات مضاربية قصيرة الأجل، مؤكدين أن الأثر المالي المحتمل للصفقة لا يزال غير واضح، خاصة أن الاستثمارات في الأندية الرياضية غالباً ما تتطلب ضخاً رأسمالياً كبيراً قبل تحقيق عوائد على المدى الطويل.












