• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

تعيش البنوك المصرية واحدة من أكثر مراحل المنافسة شراسة خلال الأعوام الأخيرة، مع سعي كل بنك لتعزيز حصته من الودائع في ظل تراجع أسعار الفائدة وارتفاع الطلب على الائتمان. ومع التحول في توجهات السيولة داخل القطاع المصرفي، بدأت البنوك في إعادة هيكلة منتجات الادخار وطرح برامج جديدة وأكثر جذباً للعملاء للحفاظ على قاعدة الودائع.

دورة تيسير نقدي تغيّر معادلة السيولة

اتّخذ البنك المركزي المصري منذ أبريل الماضي سلسلة من قرارات خفض الفائدة بإجمالي 625 نقطة أساس على أربع مراحل، لينهي أطول فترة تشديد نقدي شهدتها السوق خلال أربع سنوات ونصف.
وانعكس خفض الفائدة مباشرة على أدوات الادخار التقليدية، إذ قلّصت البنوك العائد على الشهادات طويلة الأجل بنسبة تراوحت بين 6% و8%، كما انخفضت فوائد حسابات التوفير بين 8% و10%.

ارتفاع الطلب الائتماني يعيد توجيه السيولة

قال رئيس أحد البنوك الخاصة في تصريحات صحفية، إن انخفاض تكلفة الاقتراض منذ الربع الثاني دفع إلى زيادة قوية في الطلب على الائتمان الاستهلاكي والاستثماري، مؤكداً أن الإقراض عاد ليصبح النشاط الأكثر جاذبية للبنوك في ظل بيئة الفائدة المنخفضة.

وأضاف أن تراجع عوائد الأوعية الادخارية قد يحد من تدفقات بعض الشرائح الباحثة عن عائد مرتفع، وهو ما دفع البنوك إلى توسيع نطاق منتجاتها الادخارية لخلق بدائل أكثر تنافسية.

وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، ارتفعت أرصدة القروض بنحو 1.6 تريليون جنيه بين أبريل وأكتوبر 2025، ليصل إجمالي القروض إلى 16.04 تريليون جنيه.

توسع واضح في الاستثمار بأدوات الدين الحكومية

أوضح محمد عبدالعال، عضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، أن القطاع المصرفي لا يواجه نقصاً في السيولة، بل يشهد تحوّلاً في أولويات التوظيف بعد خفض الفائدة.
حيث اتجهت البنوك أولاً لتلبية الطلب الائتماني، ثم تبنت توسعاً أكبر في الاستثمار في أذون وسندات الخزانة في ظل العوائد المرتفعة عليها مقارنة بسعر الفائدة في "الكوريدور".

وأشار إلى أن البنوك تمتلك وفرة سيولة كبيرة، إذ لا تتجاوز نسبة توظيف القروض للودائع 60%. كما رجّح أن يلجأ البنك المركزي إلى خفض الاحتياطي الإلزامي من 18% إلى 14% حال ظهور أي ضغوط على السيولة.

في المقابل، يرى محمود نجلة، الرئيس التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمارات المالية، أن توسع البنوك في أدوات الدين يضغط على السيولة، في وقت ترتفع فيه إصدارات أذون وسندات الخزانة مع زيادة احتياجات المالية العامة.

منتجات ادخار جديدة لتعزيز الودائع

في ظل اشتداد المنافسة، أعادت البنوك تصميم منتجات الادخار لزيادة جاذبيتها، ومن أبرز العروض المطروحة:

بنك القاهرة

حملة تقدم سبائك ذهبية للعملاء مقابل أرصدة تبدأ من 250 ألف جنيه.

تجميد الأرصدة لمدة 3 أشهر على الأقل.

بنك الإمارات دبي الوطني

شهادة ادخار لمدة 3 سنوات بعائد مدفوع مقدماً يصل إلى 37.5%.

حد أدنى للإصدار: 100 ألف جنيه.

بنك أبوظبي الإسلامي – مصر

حساب توفير "الغنى بلس" بعائد يصل إلى 21.25% سنوياً.

حد أدنى للرصيد: 250 ألف جنيه.

البنك العربي الأفريقي الدولي

شهادة ادخار لمدة 4 سنوات بعائد تراكمي 100% يُصرف نهاية المدة.

يعادل عائداً سنوياً مركباً بنسبة 18.92%.