الأربعاء 10 ديسمبر 2025 09:09 صـ 19 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

رانيا خالد تكتب.. الرجل يبقى رجلًا للنهاية

الأحد 9 نوفمبر 2025 02:07 مـ 18 جمادى أول 1447 هـ
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في زمنٍ تاهت فيه المعاني، واختلطت الأقنعة بالوجوه، أصبح من الصعب أن تميّز بين من يتكلّم عن الرجولة، ومن يعيشها فعلًا.
الرجولة ليست صوتًا مرتفعًا، ولا سلطةً على امرأة، بل موقفٌ حين يُختبر القلب قبل اللسان.

ما أحببت الرجل الجبان، لأنه لا يعرف معنى الموقف، ولا يواجه الحقيقة حين تصعب.
الجبان يهرب من الاعتذار، من المواجهة، من الحب الحقيقي، من مسؤوليته أمام امرأةٍ وثقت به.
هو الذي يتخفّى وراء الأعذار، ويظن أن الصمت نجاة، بينما هو خيانة من نوعٍ آخر.

أما الرجل الحقيقي، فهو من يقف بثباتٍ حين تعصف الحياة.
قد يضعف، نعم، لكنه لا يهرب.
قد يتألم، لكنه لا يُبرّر غيابه بالظروف.
هو من يعرف أن الكلمة وعد، وأن العهد شرف، وأن الرجولة ليست مظهرًا بل معدنًا.

الرجل الذي يبقى للنهاية هو الذي يُقاتل من أجل الحقيقة، ويعتذر حين يخطئ، ويحمي من يحب دون أن يُهينها.
هو من يرى في المرأة رفيقة، لا عبئًا، وفي العلاقة مسؤولية، لا تسلية.

إنه ذاك الرجل الذي إذا وعد، أوفى، وإذا أحب، أخلص، وإذا خسر، خرج بشرف.
فمثل هذا لا يُشترى، ولا يُنسى، ولا يُكرّر.

وفي النهاية،
يبقى الرجل رجلًا للنهاية، ليس لأنه الأقوى، بل لأنه الأصدق.
ولأن الرجولة ليست مظهرًا… بل موقفًا، يُكتَب في الذاكرة، لا في الملامح